مستجدات وتطورات الحرب الروسية الاوكرانية إضافة جديدة

إن احتمالية المواجهة الحربية بين حلف الناتو وروسيا ما زالت غير قائمة في الوقت الحاضر لذا فان الازمة تتجه بدلا من مجابهة مباشره بين واشنطن وموسكو (غير محتملة) لأنها ستكون كارثية على كلا الطرفين وعلى العالم لذا يسعى كلا الطرفين لحسمها لصالحه كل حسب قدرته وهدفه.
فروسيا تسعى لحسم الحرب بأسرع وقت وهذا كان دافع زجها بكل امكانياتها في بدء العمليات الحربية.
أما واشنطن والناتو فقد استخدموا امكانياتهم كلها مع حلفائهم لدعم اوكرانيا عسكريا وسوقيا وبالأسلحة الاستراتيجية المتقدمة وبالمرتزقة والعقوبات الاقتصادية والسياسية وكل المجالات التي تؤثر على روسيا لإعاقتها عن تحقيق هذا الحسم، بل امتد ذلك الى المجالات الاخرى واستخدمت الامم المتحدة غطاء لها دونما اعتبار لحيثيات النزاع و النطر الى خلفيات نشوبه بين (روسيا واوكرانيا) ودور واشنطن وحلفائها في اعقاب الانقلاب الذي دعمته واشنطن وأوروبا عام 2014 الذي اطاح بالنظام الحليف او الموالي لموسكو الذي أجج. الازمة بين (موسكو وكيف) وما أعقب ذلك من سعي الحلف الأطلسي لجعل اوكرانيا قاعدة لنشاطه الذي يهدد قلب روسيا فدفعها الى تحرك بسرعة وكرد فعل لاستعادة وضم شبه جزيرة القرم اليها ودعم انفصال جمهوريتي لوگانس ودونتسك في اقليم دونباس الشرقي (ذو الاكثرية الروسية) والمحاذي لروسيا عسكريا ومن ثم ضم هاتين الجمهوريتين الى الاتحاد الفيدرالي الروسي باستفتاء اجرته فيهما.
وعودة للموضوع ولولا الدعم السريع بالأسلحة المتطورة الغربية والمعلومات الاستخبارية والمستشارين الاطلسيين لما صمدت اوكرانيا الأسابيع في أحسن التوقعات ولان خلفيات الحرب الباردة بين الطرفين كانت حاضرة فاستأنفت بكل قوة.
هنالك مسالة مهمة تضاف الى موضوع الحرب ان الدعم المقدم من الغرب يبقى محور ردع تجاه تصميم بوتن وروسيا على المضي قدما في انتزاع الشرق الاوكراني ذي الاغلبية الروسية لذا سيقوم الناتو بتحريض اطرافا في اخرى لتوسيع الصراع العسكري مع روسيا بذريعة ان روسيا هي التي بدأت الحرب واحتمالية توسيع وتهديد واحتلال دولا اوربية اخرى محاذية لروسيا واوكرانيا وقريبة من ميدان الحرب كما فعلت بولونيا اشد حلفاء واشنطن تبعية وكما ادعت دول البلطيق ولاسيما فنلندا والسويد وحتى النمسا بان روسيا تهدد وجودها فطلبت الانضمام لحلف الناتو ….
إلا ان أخطر هذه الدول استفزازا اليوم هي (ليتوانيا) (فهده الدولة ولاتفيا واستونيا تعد من الدول البلطيقية التي ضمت للاتحاد السوفييتي بعد الحرب العالمية الثانية 1945 (مع لاتفيا واستونيا) وكانت اسرع الدول التي اعلنت انفصالها عن الاتحاد السوفييتي قبيل انهياره في ديسمبر عام 1991)
ثمة مسألة مهمة اخرى ان ليتوانيا تفصل روسيا جغرافيا عن اهم مقاطعاتها الرئيسية (كاليينن گراد) التي تقع على بحر البلطيق والتي لمتعد تمتلك حدودا برية وبحرية مباشرة مع روسيا عدا فجوة (سوالكي) بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والذي إذا ما استولت عليه روسيا فستعزل الدول البلطيقية الثلاثة عن بولندا. فمقاطعة (كالينين گراد) الروسية تضم ترسانة بنت فيها روسيا أضخم القواعد الاستراتيجية لمواجهة حلف الناتو وأوروبا الغربية اضافة الى انها قاعدة اسطول روسيا الوحيد في بحر البلطيق.
وقد قامت ليتوانيا بعد نشوب الحرب بين موسكو وكيف بتقييد وتفتيش حركة المواصلات (القاطرات والشاحنات التي تمر من خلالها ومنع ما تراه للاستخدام العسكري واللوجستي وهذا ما شكل استفزازا وتحديا قد يدفع روسيا لعمل عسكري تستخدمه واشنطن والناتو تهديدا لأوروبا والسلم الدولي فتوظفه لتأليب الراي العام الدولي ضد موسكو (لاسيما ان لتوانيا دولة صغيرة لا تساوي احدى جمهوريات روسيا الفيدرالية فتعداد نفوسها لا يتجاوز المليوني نسمة ومساحتها لا تتجاوز (65) كم مربعا بما يشكل ضغطا اساسيا لحملة اعلامية غربية على روسيا و لتخويف جمهوريتي لاتفيا واستونيا ودول اخرى. صغيرةً من خطر ابتلاع روسيا لها فيتخذ الناتو ذلك مبررا لزيادة التدخل بشكل مباشر وهذا ما يجري بتخطيط منه لإطالة امد الحرب وتوسيعها دون المواجهة المباشرة بأسلحة التدمير الشامل او المواجهة النووية التي لازالت مستحيلة.
عموما فان من يدير الحرب في موسكو يدرك ذلك ويتحرك باتجاهات متعددة وحساب الخطوات والمناورة والمراهنة انعكاس العقوبات الاوربية على اصحابها إضافة لتوسيع الانشطة الاقتصادية والتجارية بين روسيا والصين والهند وإيران وتركيا والدول العربية والافريقية والاسيوية وامريكا اللاتينية ومختلف دول العالم الاخرى.
وتعد دول رابطة الدول المستقلة ولاسيما بلاروسيا المتاخمة لأوكرانيا وأوروبا هم الحلفاء الاساسيين لذا عمدت موسكو لتعزيز القدرات العسكرية لها وكذلك لمد جسور المصالح مع دول انضمت للاتحاد الاوربي مثل بلغاريا وصربيا..
خلاصة القول ان كلا الطرفين سيبقى يسعى لإحداث ظرف يملي عليه الذهاب الى الحل السياسي والتفاوض مجبرا (الذي يعد جوهر النصر لإحدى الجهتين) لان الحسم العسكري العاجل يعد بعيد المنال لكلا الجانبين في المنظور القريب كما ان دور الامم المتحدة والمنظمات والدول الاقليمية لازال غير فاعل بسبب تعنت حلف الناتو وكون النظام الحاكم في كيف ليس صاحب الارادة والقرار وعدم قدرة موسكو على تفعيل دور هذه المنظمات ولاسيما مجلس الامن والامم المتحدة