منصة وطنية تواكب التغييرات الإيجابية في العراق…. ما الجديد

بقلم / الاستاذ الدكتور عبد الناصر الجنابي رئيس المجلس الوطني للمعارضة العراقية

 

شهدت الساحة العراقية خلال السنوات الأخيرة الماضية، سلسلة من التغييرات اللافتة على مستوى الوعي الشعبي في مختلف مدن البلاد، أثمرت عن انتقال الشارع بالمجمل من حالة الترقب وانتظار تغيير حقيقي ما، إلى كتلة معارضة حقيقية للعملية السياسية الطائفية العِرْقِية الحالية القائمة على التبعية وتنفيذ الاجندات الخارجية والتخادم الفاضح، ترجمتها الاحتجاجات الشعبية السلمية التي اجتاحت جنوب ووسط العراق العزيز وباقي مدنه وسبقتها انتفاضات في غرب ووسط العراق، مرورا بفشل أحزاب سلطة الاحتلال وأجنحتها المسلحة من إعادة انتاج الفتنة الطائفية عبر جرائم مفتعلة واضحة المقاصد شهدتها البلاد عامي 2020 و2021، وصولا إلى المقاطعة الشعبية الكبيرة للانتخابات البرلمانية التي أجريت في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، رغم حملات الانفاق الضخم للأموال والحث على المشاركة فيها.

حسنا، نحن لن نأت بجديد من موقع مسؤوليتنا هذا إذا قلنا ان العراق يشهد تحولات مهمة لا يمكن لأحد تجاهلها، على مستوى الوعي الجمعي للمواطنين، والإدراك الحقيقي من قبلهم في استحالة اصلاح النظام السياسي الحالي، ووصوله بعد 19 عاما إلى نهايات مغلقة، ترجمتها أخيرا لغة الصواريخ والاغتيالات وزيارات الجنرالات الإيرانيين للتوفيق بين حلفاءهم واتباعهم وتمرير حكومة أخرى لا يُنتظر منها أن تكون أفضل من سابقتها.

في المجلس الوطني للمعارضة العراقية، الذي يضم نخبا نوعية مهمة وكبيرة من الشخصيات والقوى العراقية الوطنية العابرة للمناطقية والمكوناتية، والذين يعملون داخل العراق وخارجه، أخذوا على عاتقهم تنظيم صفوفهم في عمل نوعي وطني مبدئي من أجل البناء لا الهدم ومن أجل العطاء لا الأخذ ومن أجل الوحدة لا التفرقة مع المحافظة والدفاع عن الثوابت، استعدادا ليوم تستيقظ فيه بغداد والبصرة والموصل والنجف والانبار وبابل وكركوك وكل مدن العراق العزيز على شمس يرونها لأول مرة بعد غمة طويلة حلت منذ اجتياح الدبابات الأميركية بلادنا وإزهاقها أرواح مئات الالاف من المدنيين العزل.

هذا المنبر العراقي الحر هو إحدى منصات المجلس الوطني للمعارضة العراقية، وبداية جهد إعلامي من متطوعين عراقيين في بغداد ومدن جنوب وغرب وشمال العراق وخارجه، يهدف إلى إيصال رسائل واضحة لا تخضع لأي حسابات للمحتلين أو اعتبارات للمفسدين، انها فقط اعتبارات الثوابت الشرعية والوطنية ومصلحة العراقيين.

كما ونعلن عن قرب صدور أول صحيفة وطنية عراقية عن المجلس الوطني للمعارضة العراقية، بعد عام 2003، في رسالة طمأنة لكل العراقيين بأن الاستسلام لغير الله ما زال من جملة كلماتٍ غير موجودة في قاموس العراقيين.

نُثْنِي على العاملين في وحدة الإعلام بالمجلس الوطني للمعارضة العراقية، في خطوة فتح هذا المنبر الجديد للأقلام الوطنية التي ترغب في المشاركة بجزء من اللحظة العراقية المرتقبة والتي من المؤكد أنها ما عادت بعيدة عنا بإذن الله.