وجوه عرابي الاحتلال كأفعالهم

بقلم الدكتور دري الدليمي

لا يخفى على المتابع للشأن السياسي العراقي منذ الاحتلال الأميركي لبلاد الرافدين عام 2003، ولغاية الآن، أن ثمة أذنابا للاحتلال ما زالت توغل بالمجتمع الفساد والظلم منهم من جاء مع الاحتلال الأميركي وآخرين وجدهم الاحتلال مساندين له ومن جميع مذاهب العراق وطوائفه فالخيانة لا يستثنى منها مذهب معين أو طائفة معينة أو شريحة مخصصة من الناس فالخائن خائن من أي جهة او مذهب او طائفة. للخيانة أشكال متعددة وصور مختلفة وأرى أن أقبحها وانتنها هي الخيانة المتعلقة بالحرمات والشرف والاعراض ونحو ذلك

في هذا المقام أعيد القارئ إلى الوراء الى التاريخ المرير للسنوات الأولى لاحتلال العراق التي كانت جراح العراق فيها نازفة أشد النزف أيام وأشهر وسنوات قاتمة السواد، كان العراق فيها يئن أشد الأنين، حيث الأرصفة والطرقات مضرجة بدماء أهله بينما الآخرون يحاولون البحث عن ملاذ آمن لهم.

هل تعلمون يا سادة بماذا كان سياسيو الاحتلال واذنابه منشغلون لم يكون أي منهم منشغل بطرق تضميد جراح البلاد وجمع وتوحيد موقف أهله على الإطلاق، أو تشريع قانون ينص على تجريم الاحتلال وتجريم جرائم اذنابه، لكن بمواضيع وقضايا أخرى، منها على سبيل المثال تعطيل مادة قانونية شرّعها قانون العقوبات العراقي لعام 1969 عندما كان العراق عراقا بمعنى الكلمة، إنها المادة 371 من قانون العقوبات، التي تنص على إلزام تفتيش المرأة من امرأة أخرى واحترام خصوصية المنازل وحرمتها، لكن كان هذا التشريع من أول التشريعات التي نسخت وأوقف العمل بها بعد الاحتلال، ولأجل من ألغيت هذه المادة القانونية من قبل أعوان الاحتلال؟

بالتأكيد لأجل جنود الاحتلال ولأجل من سيأتي بعدهم من الأذناب والميليشيات لكي ينتهك الشرف بذريعة التفتيش في الطرقات وفي المداهمات وفي السجون والمعتقلات لكي تنتهك الحقوق الإنسانية للنساء والحقوق الجسدية بهذه الذرائع الباطلة فماذا يجدر بنا ان نسمي من جاء مع الدبابات الأميركية الآن!